لقد أُحدثت المندوبيات الجهوية للثقافة بموجب القانون عدد 122 لسنة 1992 ( حسب القانون عدد 122 لسنة 1992 مؤرخ في 29 ديسمبر 1992 يتعلق بقانون المالية لتصرف سنة 1993، الرائد الرسمي للجمهورية التونسي عدد 88 بتاريخ 31 ديسمبر 1992) والذي ينصّ من الفصل الثامن والخمسين إلى الفصل الثاني والستّين على أنّه أُحدثت بكل ولاية مؤسّسة عموميّة ذات صبغة إداريّة تتمتّع بالشخصيّة المعنويّة والاستقلال المالي تُسمّى “المندوبيّة الجهويّة للثّقافة” لها ميزانيّات ملحقة ترتيبا بالميزانيات العامّة للدولة وتخضع لإشراف وزير الثقافة وتُكلّف في نطاق الولاية بمهام تمثيل وزارة الثقافة والسهر على إنجاز السياسة الثقافية للدولة على المستوى الجهوي، والقيام بجميع المهام التي تحيلها إليها وزارة الإشراف
ثمّ صدر الأمر عدد 1440 لسنة 2013 المؤرخ في 22 أفريل 2013 والمتعلق بضبط التنظيم الإداري والمالي وطرق تسيير المندوبيات الجهوية للثقافة الذي نصّ على أنّ المندوبية الجهوية للثقافة تشتمل على إدارة الأنشطة الثقافية والفنون وإدارة الموارد البشرية والتقنية ومصلحة الاتصال والاستقبال (حسب الأمر عدد 1440 لسنة 2013 مؤرخ في 22 أفريل 2013 يتعلق بضبط التنظيم الإداري والمالي وطرق تسيير المندوبيات الجهوية للثقافة، الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 036 بتاريخ 03 ماي 2013)
أمّا إدارة الأنشطة الثقافية والفنون فتُكلّف خاصة، بـــــ: العمل على إثراء مضامين العمل الثقافي بالولاية وتطوير صيغه بما يتماشى وتطور النشاط الثقافي والتقنيات ووسائل الاتصال الحديثة وذلك بالتعاون والتنسيق مع الهياكل المعنية، والعمل على حسن تنفيذ المخططات والبرامج الرامية إلى تكريس اللامركزية الثقافية بالولاية، والسهر على حسن سير الهياكل والمؤسسات الثقافية بالولاية ومتابعة أنشطتها والتنسيق بينها وبين غيرها من الهياكل الجهوية المختصة، والعمل على توسيع مشاركة مختلف الفئات الاجتماعية والشرائح العمرية بالولاية في الأنشطة الثقافية طبقا للتوجهات الوطنية في هذا المجال وبالتعاون والتنسيق مع الهياكل المعنية، والعمل على تطوير مشاركة الهياكل الجمعياتية في العمل الثقافي بالولاية، والعمل على حسن تنفيذ البرامج والمخططات الرامية إلى تشجيع الاستثمار الخاص في الميدان الثقافي ولهذا الغرض فهي تشتمل على: الإدارة الفرعية للمؤسسات والتظاهرات الثقافية، والإدارة الفرعية للمطالعة العمومية، ومصلحة الحرف والفنون والحفاظ على الذاكرة المحلية
وتُكلّف مصلحة الاتصال والاستقبال خاصّة بإعداد خطة اتصالية حول نشاط المندوبية تسهم في تطوير انفتاحها على محيطها وتفاعلها معه وتحقيق الإشعاع المناسب لها، وباستقبال المبدعين والفاعلين الثقافيين ودراسة مقترحاتهم المتعلقة بالنشاط الثقافي بالولاية
وحسب المرسوم عدد 121 المؤرخ في 17 نوفمبر 2011 فإنّ المؤسّسات العمومية للعمل الثقافي تشتمل على المراكز والمركبات الثقافية والفنية، ومراكز الفنون الدرامية والركحية، ودور الثقافة، والمعاهد العمومية للموسيقى والرقص، والمكتبات العمومية وقد ورد في الفصل الثالث منه أنّ هذه المؤسّسات تُكلّف بالمهام التّالية أو ببعضها “المساهمة في تصور وتنفيذ البرامج والمشاريع الهادفة إلى تحقيق التنمية الثقافية وترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار، توسيع مشاركة مختلف الفئات الاجتماعية والشرائح العمرية في الحياة الثقافة وترسيخ مبدأ الحق في الثقافة، ترسيخ اللامركزية الثقافية وفقا للتوجهات الوطنية في هذا المجال، تشجيع المبدعين والإحاطة بالمواهب الشابة في مختلف الميادين الثقافية والفنية وتوظيف التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال في إثراء المضامين الثقافية، تأمين التكوين والرسكلة في الميادين الثقافية، النهوض بالإنتاج الثقافي الوطني وتطوير صيغ عرضه ونشره والتعريف به، المساهمة في التعريف بالتراث الوطني والمحافظة عليه وصيانته وإحيائه وتوظيفه في المجالات الثقافية والابداعية، المساهمة في النهوض بالصناعات الثقافية ودفع الاستثمار الخاص في الميدان الثقافي وإثراء السياحة الثقافية” (حسب المرسوم عدد 121 المؤرخ في 17 نوفمبر 2011 والمتعلق بالمؤسسات العمومية للعمل الثقافي)
وتَعُدّ المؤسّسات الثّقافية مرجع نظر وزارة الشؤون الثقافية في ولاية صفاقس، مركب ثقافي واحد و13 دار ثقافة ومكتبة جهوية واحدة و24 مكتبة عمومية ومكتبتان متجوّلتان ومعهد عمومي للموسيقى والرقص ومركزان للفنون الدرامية والركحية الأول بمعتمدية صفاقس المدينة والثاني بالرملة من معتمدية قرقنة
فضلا عن المهام المذكورة للمندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية، فإنّ المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس تشرف بشكل مباشر على الشأن الثقافي بالجهة عبر عدّة شراكات، وعير تنظيم تظاهرات ثقافية كبرى وعريقة بالجهة على غرار الحفل السنوي للاحتفاء بالمؤلفين الذي تأسّس سنة 1988، وصالون صفاقس السنوي للفنون التشكيلية الذي تأسّس سنة 1987، والاحتفال السنوي بشهر التراث في الفترة الممتدة من 18 أفريل إلى 18 ماي، والصالون الثقافي للمندوبية الجهوية الذي يٌنتظم بالشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس والذي يستضيف كتّابا للحوار معهم في مجالات متنوّعة من الفكر والأدب